الشرقية أون لاين - 14/3/2009 م
محمد شوكت الملط
قبيل موعد آذان الظهر بدقائق معدودة ، على العمود المثبت على قمة مئذة أحد مساجد المدينة ، بكل زهو وقف الطائر ونادى بصوت غريب على مسامع الناس : الله أكبر .. الله أكبر ، نظر الناس إلى مصدر الصوت فوجئوا بالمشهد العجيب ...تجمعوابأعداد غفيرة ... نظروا إليه بإستغراب ... وقبل أن تزول دهشتهم بادرهم بقوله : أن آذان الظهر لم يحن بعد ، وإنما أردت أن أحدثكم فى أمر جلل ، ألم يفكر أحدكم فى يوم من الأيام لماذا لايستطيع أن يقف هذه الوقفة بهذا الشموخ وبتلك العظمة وبإرتفاع شاهق ؟.
إستأنف حديثه بصوت مرتفع قائلا :إن أحدكم لايستطيع أن ينافسنى فى القدرة على التحليق فى الفضاء الفسيح وقطع المسافات الطويلة فى أقل وقت ممكن ، أرتفع عن الأرض فى أى وقت كيفما أشاء ، وأهبط إليها دون أن يتحكم فىَّ أحد ، إنكم جميعا لاتستطيعون ... لديكم إمكانات هائلة فى كافة المجالات ..إكتشفتم الذرة منذ أمد بعيد ...وحديثا الفويمتو ثانية ... إخترعتم إختراعات مدهشة ... ومع كل هذا لاتستطيعون منافستى .
وبنبرة هادئة قال :قد تظنون أن سبب رفعتى عليكم أنى خفيف الوزن صغير الحجم ، لى جناحان لطيفان ويغطينى كثير من الريش، وهذا الظن مجافٍ للحقيقة والواقع معا .
هز الطائر جناحيه وصاح فيهم : إنظروا إلى النعم العظيمة والخيرات الوفيرة من حولكم ...قد منَّ الله بها عليكم ، تفكروا فى المواهب والقدرات والإمكانات التى وهبها لكم ربكم ، الشمش القمر والنجوم والأرض والبحاروالأنهار والحيوانات والطيور وكل المخلوقات سخرها لخدمتكم ، وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها ،وفى أنفسكم أفلاتبصرون ،ومع ذلك فإنكم ربما لاتستغلونها الإستغلال الأمثل ، أو تستغلونها فى غير موضعها الذى أراده الله .
وبهدوء الداعية قال : إنكم ترتكبون الذنوب والآثام والمعاصى... وتصرون عليها ، ومنكم من يستمرىء إرتكابها دون أن تكون نفسه لوامة ، منكم من يقول الزور ويتناول الطعام الحرام ، ومنكم من يأكل أموال اليتامى ، ومنكم من يداوم على الغيبة والنميمة ليلا ونهارا ، ويتفنن فى كيفية إثارة الفتن بين الناس ، الكثير منكم حياته كلها تطوع بها للشيطان ، ولأنكم على هذا الحال والبعد عن الطريق المستقيم فإنكم لن تستطيعوا منافستى .
أردف قائلا : أنا لاأنظر إلى ماحرمه الله ... ولا أرتكب المحرمات ...أنا لاأمارس الغيبة أو النميمة ، ولم ألوث لسانى بأية ألفاظ نابية ... نظراتىخالية من الحقد و الحسد ... لم أظلم أحدا من بنى جنسى أو من جنسكم ... أنا أسعى على رزقى ... آخذ بالأسباب .. أنام قرير العين وقلبى لا يحمل غلا لأحد ، ولذلك كان هذا حالى وهذا حالكم .
وصاح بصوت مرتفع : أيها الناس : إذا إنتشر الحب فيما بينكم ، وطهرتم قلوبكم من البغضاء والكراهية ... إذا إستمسكتم بقرآنكم وسنة نبيكم (ص) ....أديتم فرائضكم وإلتزمتم بواجباتكم ...إنتهيتم عما نهاكم دينكم ، إذا توكلتكم على الله حق التوكل ...فيمكنكم أن تمشوا على الماء وتسبحوا فى الفضاء دون عناء .....وربما تنافسونا ...وتفوزون علينا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق