أصيب 16 فلسطينيا على الأقل صباح يوم الأحد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة بوابة المغاربة، وذلك لتأمين دخول جماعات يهودية متطرفة إلى الأقصى لأداء طقوسٍ تلمودية في باحاته.وأغلقت سلطات الاحتلال كافة بوابات المسجد قبل اقتحامها بقوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال لقمع وتفريق جموع المُصلين الذين احتشدوا في باحات الأقصى منذ صلاة فجر اليوم الأحد ، وذلك للتصدي لأي محاولة اقتحام للأقصى من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة التي أعلنت عزمها اقتحام الأقصى اليوم وأداء طقوسٍ تلمودية في باحاته بمناسبة ما يسمى بـ 'عيد الغفران' اليهودي.ومنعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من إخراج المصابين لتلقي العلاج في المستشفيات بسبب الاجراءت الامنية المشددة وقنابل الغاز المستمرة من قبل الاحتلال.وتواصل قوات الاحتلال حتى هذه اللحظة اقتحام مُصليات المسجد الأقصى، وخاصة المسجد القبلي المسقوف ومسجد قبة الصخرة المشرفة والمرواني، فيما تقوم قوة أخرى بإطلاق وابلٍ من القنابل الغازية السامة والمُسيلة للدموع على جموع المصلين والرصاص المطاطي والحي، في الوقت الذي لم يتم التأكد منه من عدد المُعتقلين من المُصلين من باحات الأقصى. وكانت مصادر فلسطينية حذرت الجمعة من اعتزام المتطرفين اليهود اقتحام المسجد الأقصي ، حيثقالت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث في بيان حصلت شبكة الإعلام العربية "محيط" على نسخة منه أن جماعات يهودية متطرفة تخطط لاقتحام جماعي للمسجد الاقصى اليوم بمناسبة ما يطلقون عليه مساء "يوم الكيبور" الغفران العبري.وأشارت إلى أن الجماعات اليهودية نظمت مؤخرا صلوات خاصة تدعو فيها إلى تدمير المسجد الأقصى، معتبرين وجوده بحسب ما ورد في صلواتهم "رجسا تجب ازالته".دعوات لمنع اليهود من اقتحام الأقصى كانت مؤسسات وطنية وإسلامية فلسطينية قد وجهت الدعوة للمواطنين الفلسطينيين لشد الرحال اليوم إلى المسجد الأقصى المبارك لصد مخطط جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد بمناسبة عيد الغفران (عيد الكيبور) اليهودي.ودعا قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الشيخ تيسير التميمي إلى النفير العام وشد الرحال إلى الأقصى للدفاع عنه وحمايته من المخططات والأخطار المحدقة به، مطالبا أبناء الأمة أن يهبوا للدفاع عن مسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وقبلتهم الأولى رمز عزتهم وكرامتهم.وأهاب التميمي, في بيان, بالفلسطينيين التواجد في باحات المسجد الأقصى اليوم من أجل إفشال محاولة اقتحامه من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة.من جانبه، وجه مسؤول ملف القدس بحركة فتح حاتم عبد القادر الدعوة للفلسطينيين المقدسيين والفلسطينيين داخل الخط الأخضر لشد الرحال إلى المسجد الأقصى اليوم, بعد تأكيده على أن جماعة ما يسمى بـ "أمناء جبل الهيكل" أنهت استعداداتها للتحضير لهذا الاقتحام وأداء طقوس تلمودية في باحاته، محملا سلطات الاحتلال مسؤولية كل التداعيات التي قد تنجم عن هذا الاعتداء العنصري.ونقلت جريدة "الوطن" السعودية عن عبد القادر قوله في بيان, إن المقدسيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة للمس بالمسجد الأقصى مهما كلف ذلك من ثمن وتضحيات. ووجهت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني دعوة أيضا إلى شد الرحال إلى الأقصى للتصدي لمخطط اقتحامه.بدوره، دعا رئيس اللجنة العليا للمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ عكرمة صبري الفلسطينيين من أهالي المدينة والداخل الفلسطيني "أراضي الـ48" إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى يوم الأحد للتصدى لمحاولات مجموعات يهودية اقتحامه وإقامة شعائر تلمودية في أنحائه بمناسبة الأعياد اليهودية.وقال صبري في تصريحات يوم السبت - "إن محاولات الاقتحام متكررة وليست جديدة ويحاول خلالها المتطرفون اليهود فرض واقع جديد في ساحات الأقصى من خلال محاولاتهم الصلاة في الساحات لجس النبض والوصول إلى تقسيم الأقصى كما تم تقسيم الحرم الإبراهيمي".وشدد على ضرورة شد الرحال للتواجد في باحات الأقصى للدفاع عن المسجد في حالة محاولة المستعمرين اليهود دخول الأقصى من البوابات الخارجية.وأكد صبرى أن جميع أهل فلسطين مدعوون للتعاون في حماية المسجد الأقصى "فهذا واجب على كل مسلم ومسلمة" ، مشيرا إلى أن ما بات يقلق فى هذه الاقتحامات هو محاولات الاقتحام بحماية الشرطة في ظل سياسة الحكومات اليمينية الإسرائيلية التي تعمل لإرضاء الجماعات اليهودية المتطرفة.إغلاق شاملوكانت قوات الاحتلال أغلقت معظم الطرق المؤدية للحرم القدسي وذلك لتأمين دخول سياح يهود لاحياء ذكرى ما يسمونه "يوم الغفران" ، وهو ذكرى يصوم فيها اليهود ويعزلون أنفسهم عن العالم الخارجي " ، فيما تم فرض اغلاق شامل على الضفة الغربية ابتداء من منتصف الليل حتى مساء يوم غد الاثنين وذلك بسبب يوم الغفران اليهودى.وذكرت تقارير صحفية إن اجتماعات سرية بين قادة الجماعات اليهودية المتطرفة وحاخامات المستوطنين وبعض المسئولين في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقدت تحضيرا لاقتحام الأقصى بأعداد كبيرة وغير مسبوقة والبقاء في ساحاته خلال الأيام القليلة المقبلة، لفرض سياسة الأمر الواقع تمهيدا لتقسيمه على غرار ما حدث للحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل.واضافت إن محاولات الاقتحام هذه تتزامن مع حلول الذكرى التاسعة لاقتحام وتدنيس رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون بحماية أكثر من ثلاثة آلاف جندي احتلالي المسجد الأقصى، وهو تاريخ انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة التي تصادف 28 سبتمبر الجاري.ومن جانبه أكد الشيخ محمد عزام الخطيب التميمي مدير دائرة الأوقاف في القدس رفض الدائرة لهذه الاقتحامات والتي تتم تحت حراسة الشرطة الاسرائيلية، داعيا إلى شد الرحال الدائم إلى المسجد الأقصى.وأضاف أن سلطات الإحتلال تسمح للمستوطنين بالدخول للأقصى واقتحامه من باب المغاربة الذي تحتفظ سلطات الاحتلال بمفاتيحه منذ احتلال القدس عام 1967.وقال إن السلطات الإسرائيلية تقوم بادخال المتطرفين إلى ساحات المسجد الأقصى دون موافقة الاوقاف ودون اذنها وتحت حماية الشرطة الإسرائيلية، وهذا أمر مفروض على الأوقاف الإسلامية.وكان اكثر من 140 مستوطنا اقتحموا الاقصى الخميس وقاموا بتأدية بعض "الشعائر الدينية" في انحاء متفرقة من المسجد وذلك تحت حراسة قوات الاحتلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق