دحرج الليل أمامي صخرةً **فاستقرت في طريقي كالجبل
وقفت دون صباحي وقفةً** جعلت أكثر أحــــــــلامي أقلْ
حاصرت ذاكرة الدرب، فما **عاد يدري بعدها ماذا حصل
أنست الدرب خطا من سلكوا **من مضى، من عاد منهم، من وصل
صخرة دحرجها الليل، لها** صورة تبعث في النفس الوجل
نقلت عنها أحاديث الدجى **شرَّ مـــــــــا حدَّث راوٍ ونقل
نطق الناطق عنها، فروى** قصــةً للوهم سوداء الجمل
يــا لها من صخرةٍ عاتيةٍ **مــــــــــــا رآها طالعٌ إلا أفل
مـــــا رآها طائرٌ إلا هوى **مــــــــا رآها صاعدٌ إلا نزل
قال لي خوفي: أما أبصرتها؟** قلت: كلا، قال: ما هذا الخطل؟!
أو مــــــــــا أبصرتها جاثمةً **تتغذى بأمــــــــاني من رحل؟!
قلت: هذي صخرة اليأس التي **من رآها -خائفاً منها- انخذل
أنا لا أبصرها، إنـــــــــي أرى** ألف بابٍ من رجائي والأمل
كيف أخشى صخرة اليأسِ ولي **أملٌ في خــــــالقي عز وجل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق